كَأَنَّكِ فِي رِحَابِ العِشْقِ طِفْلَةْ
تَهِيمُ بِعَاشِقٍ هَيَمَانَ عَبْلَةْ
كَأَنَّكِ وَجْهُ مِحْرَابٍ جَمِيلٌ
وَقَلْبُكِ لِلْمُصَلِّي فِيهِ قِبْلَةْ
كَأَنَّكِ فِي السَّمَاءِ سَحَابُ خَيْرٍ
وَيَنْشُرُ فِي البَوَادِي مِنْكِ ظِلَّهْ
كَأَنَّكِ... كَالرِّيَاحِ نَسِيمُ صَيْفٍ
إِذَا بَلَغَتْ حَرَارَتُهُ التَّعِلَّةْ
كَأَنَّكِ طَلْحُ بُسْتَانٍ نَضِيدٌ
يُدِرُّ فَوَاكِهَ الحُبِّ المُطِلَّةْ
كَأَنَّكِ يَا ابْنَةَ النِّيلِ ارْتِوَاءٌ
لِقَيْظِ الهَجْرِ، إِنْ عَاوَدْتِ وَصْلَهْ
يَقُومُ عَلَى نَدَاكِ الصُّبْحَ دَوْمًا
يُبِلُّ فُؤَادَهُ وَالرُّوحَ بِلَّةْ
وَسَيْفُ البُعْدِ يُغْمَدُ فِي إِيَابٍ
يَقَرُّ بِلا نُشُوزٍ إِنْ أَسَلَّهْ
يُحَاكِي أَوْبَةَ المَأْسُورِ حُرًّا
وَلَيْسَ لَدَيَّ أَسْرٌ أَوْ مَذَلَّةْ
لَقَدْ أَحْبَبْتُ حُبًّا لَيْسَ يَبْلَى
وَهَاكِ قَصِيدَتِي فِيهَا الأَدِلَّةْ
مَعًا نَمْضِي عَلَى دَرْبٍ حَنُونٍ
وَنَسْعَى نَاشِدِينَ الصَّفْوَ كُلَّهْ
وَنَرْفُلُ فِي حَرِيرٍ مُسْتَطَابٍ
وَتَعْرُونَا السَّعَادَةُ وَالتَّجِلَّةْ
عَلَى بُسُطِ الدَّلالِ نَذُوبُ شَوْقًا
وَيُهْدِي الحُبُّ طُولَ العُمْرِ دَلَّهْ
وَيَشْهَدُ كُلُّ خَلْقِ اللهِ أَنَّا
حَبِيبَانِ ارْتَفَعْنَا كَالأَهِلَّةْ
نُبَشِّرُهُمْ بِمَطْلَعِ كُلِّ شَهْرٍ
بِشَارَةَ مَيِّتٍ أَحْيَتْهُ قُبْلَةْ